الامتحان الإلهي
هدى من الآيات :
لكي يستفيق البشر من غفوتهم ، يذكرهم القرآن الحكيم بما ينتظرهم من العذاب بسبب أعمالهم ، الذي لو عجّله الله لهم لما بقوا أحياء ، إذ أن الأعمال السيئة كثيرة وعظيمة العقاب ، ولكن البشر يطالب أبدا بالجزاء العاجل ، دون أن يعرف أن جزاء الخير خير وجزاء الشر شر ، بيد أن الله يؤخر جزاء الشر ، لأمها لهم في طغيانهم.
فطرة الإنسان تدعوه الى نسيان كل عاداته وأفكاره وثقافته الباطلة ، والعودة الى فطرته النقية ، فاذا مسّ الإنسان الضر ، دعا ربه في أيّة حالة كان ، نائما على جنبيه أو قاعدا أو قائما ، ولكن لما كشف الله عنه الضر مشى في حياته دون أن يتذكر أن هناك ضرا مسّه ، وذلك بسبب زينة الدنيا في نفسه ، خصوصا فيما أسرف فيه ، وتعود عليه.
والله يستجيب للإنسان الذي يدعو لدفع الضر عنه ، الى فترة محدودة ، فاذا انقضت مهلته أخذه كما أخذ القرون الماضية لما ظلموا ، وأتم الله حجته عليهم