الولاء للرسالة
هدى من الآيات :
لقد فصّلت آيات الدرس السابق مواقف الفئات من الرسالة ، وفي هذا الدرس والدروس القادمة يبيّن السياق القرآني جوانب من علاقات هذه الفئات ببعضها ، وبدئها بضرورة فصم الولاء بين المؤمنين والمشركين حتى ولو كانوا أقاربهم الأدنين.
فلا يجوز للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ، لان ذلك نوع من العلاقة الايجابية المحظورة شرعا ولأن الاستغفار لا ينفع أحدا إذا أصرّ على الشرك والعناد.
ولم يكن استغفارا إبراهيم (ع ) لأبيه وهو يعلم أنه مشرك الّا بسبب وعد بينهما ، وربما كان يرجو إبراهيم اهتداء أبيه ، بيد أنه لمّا علم أنه عدو لله تبرّأ منه ، وقد كان إبراهيم (ع ) ممحضا في التوحيد ومتبتّلا الى الله ، وكان في الوقت ذاته حليما.
ولقد هدى الله البشر بالفطرة ، وأرسل إليهم رسلا بيّنوا لهم شرائع الدين ، فلما خالفوا تلك الشرائع ـ وليس قبل ذلك ـ أضلّهم الله ، والله بكل شيء عليم.