وهكذا ينهى الله سبحانه عن الاستغفار للمشركين لأنه هداهم فاستحبّوا العمى فاضلّهم وأبعدهم ، والله ولي البشر لأن له ملك السموات والأرض دون أسرة الإنسان وأقاربه.
بينات من الآيات :
شروط الاستغفار :
[١١٣] بعض الناس يذنب ويتمنى لو أن الرسول أو أحد الأولياء يشفع له ذنبه بمجرد أنه ابن ذلك الولي أو تابع للرسول.
وقد يكون ذلك التمني معقولا ولكن بشروط ثلاثة :
أولا : ـ الّا يكون مجرّد تمني بل يشفع بعمل وسعي ، يقول القرآن الحكيم في آية كريمة : «أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى» ، الى قوله سبحانه : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) مما يدل على ان التمني لا يجدي نفعا لو بقي في حدود التمني.
ثانيا : ـ أن تكون علاقته بالولي ، أو بالرسول علاقة ايمان لا علاقة إعجاب عاطفي أو انتماء نسبي ، فالرسول (ص ) ليس أبا لأحد من الرجال بل هو قبل كل شيء رسول بعثه الله ليطاع باذنه ، فلو كانت العلاقة معه نابعة من الايمان بالله فانها تشفع له.
ثالثا : ـ الّا يكون الذنب هو الشرك بالله العظيم لأن الله يغفر كل الذنوب دون الشرك بالله تعالى.
ضمن هذه الشروط يقدر النبي أو الولي أن يشفع للمذنبين ، ولكن لا تعني الشفاعة أنه يفرض على الله غفران ذنوبهم ، بل أنه يدعو والله يستجيب دعاءه