بفضله ، وهكذا تكون الشفاعة والاستغفار بمعنى واحد لان الاستغفار هو الدعاء بغفران ذنب المذنبين ، والآية التالية تؤكد على الشرط الأخير الذي هو الأهم من هذه الشروط الثلاث للشفاعة فتقول :
(ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)
فما دام الشخص مشركا فهو من أصحاب النار لا محالة فلما ذا طلب المغفرة له ، ولماذا أساسا الارتباط النفسي به. إنه من أمة ونحن من أمة ان صاحبه النار وصاحب المؤمنين الجنة.
[١١٤] نعم ان الاستغفار يجوز للمشرك وذلك بطلب الهداية له من الله سبحانه ، كما كان الرسول (ص ) يكرّر هذه الكلمة في المواقف الحرجة من حياته الرسالية (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وكما كان إبراهيم (ع ) وعد أباه أن يستغفر له (قالَ : «سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا)».
ذلك لأنه كان يسعى آنئذ نحو هداية قومه وإخراجهم من ضلالتهم ، اما بعدئذ حينما تبيّن له أن أباه وقومه أعداء لله ، وان شركهم ليس لجهلهم بل للعناد والتحدي. هجرهم وتبرأ منهم.
(وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)
[١١٥] والله كذلك لا يأمرنا بمقاطعة المشركين فورا ومن دون سابق تبشير وإنذار ، انما علينا أن ندعوهم الى الهدى بكل وسيلة ، ومنها الدعاء لهم بالهداية ، فاذا