عاندوا تركناهم وتبرّأنا منهم ، كما أنه سبحانه لن يضل الناس بعد أن هداهم. وكشف لهم تفاصيل الشريعة.
(وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ)
ان هدايته اما تكون بالفطرة حيث خلق الله الناس وأركز في أنفسهم معرفته وزوّدهم بالعقل ليعرفوا الحق ، أو تكون بالرسالة حيث بعث أنبياء ليهدوهم ، فلما اهتدوا وأنعم الله عليهم بالرخاء طغوا ونسوا ما ذكّروا به. هنالك يضلّهم الله ويسلب منهم نعمة الهداية التي سبق وأنعم بها عليهم فلم يراعوها حق الرعاية ، وأهملوا السنن التي بينها لهم ، وأهملوا المحرّمات التي أمرهم الله تعالى باتقائها واجتنابها.
(حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ)
أي الذنوب التي يجب اجتنابها.
(إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
فهو عليهم بأسباب شقاء الإنسان ، وكيف يجب اتقائها ، وعليم بواقع ذلك القوم الذي لم يجتنب الذنوب وأرتكب أسباب الشقاء ، لذلك فلما يضلّهم ، يضلّهم بعلم سبحانه.
[١١٦] كذلك يجب الّا ينتمي الإنسان الى قرابته بل الى الله ، فلا يستغفر للمشركين من أقاربه ، لأن الله له ملك السموات والأرض وأسرة الفرد لا تغني شيئا عن الله.
(إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)