الكافر بالآخرة لا يفقه بآيات الله
هدى من الآيات :
حين يعيش البشر في حدود لحظته الحاضرة ، ولا ينظر بعيدا في مستقبله ، ولا يرجو لقاء الله في الآخرة ، فسوف يتّخذ من آيات الله موقفا خاطئا ، حيث تراه حين تتلى عليه آيات الله الواضحة يطالب الرسول بتغيير القرآن ، أو تبديل آياته ، وكأن الرّسول هو صاحب القرآن ، أو كأنّ الحقيقة تتبدّل وتتغيّر حسب أهواءه ، ولا يعلم أن الرسول نفسه يخشى ربّه ، فلو عصى ربه ولم يبلّغ رسالته ، أو لم يطبّقها فيكون جزاؤه عذابا في يوم القيامة ذلك اليوم العظيم. ومن هنا لم تكن الرسالة من صنع الرسول ، بل لو لم يشأ الله ما تلاها على الناس ولم يعلمهم ، والشاهد على هذه الحقيقة أن الرسول كان يعيش بين أظهرهم فترة طويلة ولم يبلّغهم شيئا من الرسالة ، والرسول يعرف أن افتراء الرسالة على الله جريمة كبيرة ، وأنه لا يفلح المجرمون ، فهو لا يقوم على هذا العمل بدافع الغفلة أو التهاون ، إذا فرسالته انما هي من الله سبحانه.