بينات من الآيات :
الأيمان طريق المعرفة :
[١٥] الايمان بالآخرة يؤثر بصورة مباشرة في فهم الحقائق ، إذ أن الغرور والاستكبار ودواعي الشهوة والغضب قد يكون كل أولئك سببا في نكران الحقيقة ، أو عدم الانتباه إليها ، والتهاون بشأنها ، فاذا آمن البشر باليوم الآخر وعرف ما فيه من أهوال وعذاب أليم ، عاد الى رشده وأخذ يفكر في الحياة بواقعية لكي ينقذ نفسه من شرور ذلك اليوم.
من هنا تجد الذين لا يؤمنون ولا يرجون لقاء الله ، يستهينون بآيات الله الواضحة ، ويطالبون الرسول بتغيير القرآن جملة واحدة ، أو لا أقل تبديل تلك الآيات التي تمس مصالحهم وتخالف ثقافتهم ، فالمستكبرون مثلا يطالبون بقرآن يؤيد تسلطهم اللامشروع على المستضعفين ، والمسرفون يطالبون بقرآن يبرّر استغلال المحرومين .. وهكذا.
ولكن هل القرآن كتاب الرسول أم كتاب الله؟ وكيف يغيّر الرسول كتاب ربه ، وهو يؤمن بيوم القيامة ، ذلك اليوم العظيم الذي يجعل الولدان شيبا؟ إن ايمان الرسول بلقاء الله يمنعه من تبديل رسالة الله ، أو الخضوع لضغوط البشر الهادفة تغيير بنود القرآن.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ)
يبدو أن المعنى غيّره كله أو بعضه.
(قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي)