فالكتاب كتاب حق وعلم وعقل ، ولا يداخله هوى النفس وشهواتها ومصالحها.
(إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)
فالرسول يتبع الوحي ويدعو الناس الى إتباعه ، وهو يخشى ما ينبغي أن تخشاه ، وهو عذاب يوم القيامة ذا الأهوال.
دلائل إلهية الرسالة :
[١٦] ولو شاء الله سبحانه لمنع الوحي عن رسوله ، فلم يستطع تلاوته على الناس واعلامهم بما يحتويه ، والشاهد على ذلك أن الرسول بقي في قومه عمرا طويلا وزمنا ممتدا ، ولكنه لم يبيّن لنا شيئا من ذلك الشلّال الهادر من الهدى والبينات ، ولو كان الكتاب من نفسه وأفكاره وملاحظاته وتجاربه ، إذا لنشره في كل مناسبة خلال هذ الفترة الطويلة.
(قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ)
كما أن ربنا قادر على توقيف الوحي فلا يقدر الرسول على تلاوته.
(وَلا أَدْراكُمْ بِهِ)
أي لم أكن أكثركم دراية وعلما بالكتاب ، بل كنت كأحدكم ، أفكاري تشبه أفكار المجتمع الذي أعيش فيه ، والوسط الحضاري الذي ترعرعت فيه ، بينما لم تكن هذه الأفكار وتلك البينات والبصائر شبيهة أبدا بما كان في الجاهلية لا من قريب ولا من بعيد.
ان أعداء الرسالة حاولوا ربط أفكارها الجديدة بما لدى الفرس والروم ، أو