سبيل المعروف والصلاح.
وبهذه الكلمة تكتمل رؤية الإسلام التي تحدث عنها القرآن في الآية السابقة حول المال والأنصار ، وهي انهما ان كانا قد اكتسبا بعمل صالح ووظفا من أجل اهداف صالحة فهما صالحان ويكونان سببا للسعادة والفلاح ، فالإسلام إذا لا يعطي حكما مطلقا وواحدا للثروة والقوة ، فلا يمجدهما مطلقا ولا يرفضهما مطلقا ، كما لا يصدر حكما كاسحا وواحدا على جميع الأغنياء والفقراء ، بل يربط حكمه على الثروة والقوة وأصحابهما بالأطار الذي وضعا فيه. فالحكم ايجابي إذا كانا نظيفين ، والا فهما عند الإسلام وبال وعذاب.
[٨٩] هكذا يرفع الإسلام قيمة العمل الصالح ، الذي يعتبر الجهاد القمة السامقة له داخل المجتمع المسلم ويربط سائر الظواهر به ، ويكمل الصورة ببيان عاقبة العمل الصالح في الاخرة ويقول :
(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
فعلينا ان نبحث عن الفوز العظيم في الجهاد والعمل الصالح لا في المال والأولاد.