لو كانت هناك قوة غير الله حاكمة في السموات والأرض لعلم بها الله حتما ، ولكانت رسالته تكشف عنها وتأمرنا بالتقريب إليها.
(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
فالله قدوس ومنزه عن أن يجد سلطانه الواسع شريك ، وهو أعلى من أن يصل الى مقامه الأسمى شريك.
سبب الاختلاف :
[١٩] هل أن ايمان طائفة من الناس وكفر أخرى مرتبطة بطينة الناس وفطرتهم؟ أو أن الله خلق هؤلاء كفارا وأولئك مسلمين؟ أم ماذا؟
يقول القرآن :
(وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً)
خلقهم الله بصورة واحدة ، وأعطاهم جميعا قدرا من العقل يكفيهم لهدايتهم الى الله ، ولكن بعضهم استفاد من عقله بينما غفل عنه الآخر ، وكان الاختلاف بفعلهم هم لا بسبب خلقتهم.
(فَاخْتَلَفُوا)
وأمهلهم الله حتى يتم اختبارهم.
(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
تلك الكلمة ـ حسبما يبدو لي ـ هي أن الله جعل الدنيا دار ابتلاء ولم يجعلها دار جزاء.