والشركاء معا ، وكانت قلوبهم منقسمة بين الله والشركاء ، ولكن الآن أخلصوا التزامهم بالله ، وصفّوا قلوبهم من رجس الشرك.
(لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
ماذا كانوا يعنون بالشكر؟ هل هو مجرد ترداد كلمة شكرا لله؟ أم فوق ذلك الالتزام بكل ما أمر الله من واجبات؟ من الواضح أن الشكر بالمفهوم الأول كان بسيطا وكانوا مستعدين له أبدا ، أما الذي لم يفعلوه فهو الشكر بالمعنى الثاني.
الكفر بعد الشكر :
[٢٣] وهكذا مكروا في آيات الله ، وأخذوا يظلمون بعضهم ويستغلون رحمة الله أداة للباطل ، وأخذوا يسرفون في نعم الله كما فعل قوم لوط ، وكانوا يفسدون في الأرض كما فعل فرعون وقومه ، وأخذوا يستكبرون في الأرض بالباطل كما فعل عاد وثمود وهكذا.
(فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ)
أي ان هذا الظلم ، وهذا التحويل في طريقة الانتفاع من آيات الله ، ان ذلك سوف ينعكس عليكم ، ذلك لأنه
(مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)