فالله قد أجرى في الكون سننا حكيمة ، وجعل منها إعطاء الحياة الآمنة السعيدة للمؤمن ، وانه لا يبدلها لأنه قوي عزيز ، والواقع ان الايمان بالله وبرسالاته ، والتقوى بتطبيقها عمليا يعني تسخير أفضل ما في الكون من أجل سعادة البشر ، والاجتناب عن كل شيء.
(ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
لمن العزة؟
[٦٥] وبما ان عاقبة الأمر للتقوى ، فان الوصول الى هذه العاقبة يمر عبر صعوبات كبيرة ومنها الحرب الاعلامية التي تحاول بعث اليأس في قلوب المؤمنين عن طريق تسفيه آمالهم وطموحاتهم المستقبلية ، وتوجيه نظرهم الى واقعهم الفاسد الذي يعيشونه ، والذي يتسم بتسلط الظالمين عليهم ، ولكن القرآن يؤكد مرة أخرى أن هذا الواقع سوف ينتهي ويأتي مكانه واقع أفضل ، حيث العزة والكرامة.
(وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
فربنا المهيمن على حياتنا لا يدع المؤمنين في هذه الحالة الاستثنائية ، حتى يكرمهم بالنصر والكرامة ، ولكن بعد أن يوفروا في أنفسهم صفات أولياء الله التي جاءت في النصوص الاسلامية والتي نذكر بعضها فيما يلي :
١ ـ سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع ) عن قوله تعالى «أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» فقيل له : من هؤلاء الأولياء؟ فقال أمير المؤمنين :
«قوم أخلصوا لله في عبادته ، ونظروا الى باطن الدنيا ، حين نظر الناس الى ظاهرها ، فعرفوا أجلها حين غرت الخلق ـ سواهم ـ بعاجلها ، فتركوا ما علموا انه