يسقي الإنسان لبنا سائغا ، وإذا اشتهى لحما نحره واستفاد منه ، وفيه بعد كل ذلك جمال وعزّة ، وكما الإبل سائر نعم الله.
(وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ)
[٧٣] وتجد في أوبارها وأشعارها وجلودها متاعا ولباسا وبيوتا خفيفة.
(وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ)
والهدف الأسمى من نعم الله ليس مجرد الانتفاع بها ولكنّه التسامي الروحي الى معرفة الرب وشكره.
(أَفَلا يَشْكُرُونَ)
[٧٤] والبشر يبحث عن قوّة ، ولقد أودع في ضميره الإحساس بالضعف الذي يهديه ـ إن أحسن التفكّر ـ الى ربه ، ولكنّ الشيطان يغويه عن السبيل القويم ، ويوحي إليه أنّ القوة عند الآلهة التي تعبد من دون الله.
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ)
فهم يعبدون القوة السياسية والقوة الاقتصادية والوطن والعشيرة والحزب والشمس والقمر والنجوم والأحجار التي ترمز إليها ، ويبتغون عندهم القدرة عند الصراع ، لعلهم ينصرونهم أمام القوى المعادية.
هكذا بيّنت الآية الكريمة خلفية الشرك بالله ، وهي البحث عن قوة تنصرهم في مواجهة الطبيعة أو الأعداء.
[٧٥] ولكن من ينصر من؟ هل الآلهة تنصرهم أم هم ينصرونها؟