(فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ)
ويبدو أنّ الحزن بالكلام قد يجر الى التنازل لهم تحت ضغطة فلذلك نهي عنه.
(إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ)
من نيّات مغايرة للكلام حيث أنّهم يعلمون أنّهم كاذبون وإنّما يتكلمون جدلا.
(وَما يُعْلِنُونَ)
فيسجل عليهم للجزاء.
[٧٧] ثم يعرف ربنا أكبر شبهاتهم التي تشكّك بقدرته ـ تعالى ـ ويقول :
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ)
قالوا : إنّ الرؤية هنا تعني العلم ، أي أو لم يعرف الإنسان ، ونقول : نعم. ولكن مثل هذا العلم لا يحتاج الى أكثر من نظر ، ونحن لم نشهد خلق أنفسنا ، ولكنّا شهدنا كيف خلق نظراؤنا من الناس حتى لكأنّنا شهدنا خلق أنفسنا.
(أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ)
هذا الماء المهين هذا ما نراه ، أمّا ما نعلم فإنّ الخلق تمّ بجزء بسيط جدا من هذه القطرة الدافقة من الماء. انها الخلية المتناهية في الصغر من ماء الرجل وماء المرأة.
وبعد أن خلق من الماء المهين ربّاه الله من خلق لخلق ، ومن طور لطور ، ومن مرحلة لأخرى حتى سوّاه رجلا ناطقا.