(فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)
وقد بلغ به الكمال مداه حتى اغترّ به ، وأخذ يجادل ـ وبوضوح تام ـ خالقه ورازقه!
[٧٨] ومن مظاهر جدلهم الباطل أنّ الواحد منهم يأتي بقطعة عظم بالية ، ويسعى الى رسول الله ، ويزعم أنّه سوف يخصمه به.
(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً)
يبدو أنّ المثل هو الواقعة التي يستشهد بها على فكرة أو حقيقة ، وإنّما يقال ضربه لأنه يشبه غيره والضرب هو الشبيه.
(وَنَسِيَ خَلْقَهُ)
ولو لم ينسه خلقه لما ضربه مثلا.
أفلم ير أنّه قد خلق من غير مثال يحتذي؟! فكيف يستعبد قدرة الله على الخلق؟
(قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)
لقد جاء أبيّ بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه ثم قال : يا محمد من يحيي العظام وهي رميم؟! فأنطق الله محمدا بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوته قال : «قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ» فانصرف مبهوتا.
[٧٩] لقد كانت إزالة الشبهة قد بدأت مع بداية هذه المجموعة من الآيات حيث مهّد الله لها بالنهي عن الحزن لما يقولونه لأنّه بعلم الله ، ثم ذكّر الإنسان بأصل خلقه من النطفة مشيرا الى تلك البداية البسيطة التي يراها الإنسان ، ثم نوّه بذلك مرة أخرى حين قال : ونسي خلقه ، ثم قال :