هكذا نستوحي من كلمة «رسلا» انهم مجرد حملة للأوامر إلى حيث يجري تنفيذها بإذن الله وبحوله وقوته.
وكلمة «رسلا» لا تعني الاختصاص بالرسالة التشريعية ، التي منها (التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وقرآن محمد) ولكنّ الملائكة تتنزل بإذن ربها من كلّ أمر ، في سائر شؤون الخليقة.
(أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ)
جاء في الأثر عن طلحة باسناده ، يرفعه إلى النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال :
«الملائكة على ثلاثة أجزاء ، فجزء لهم جناحان ، وجزء لهم ثلاثة أجنحة ، وجزء لهم أربعة أجنحة» (٧)
ولبعض الملائكة أكثر من ذلك بكثير ، يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في صفة الملائكة :
«ان لله تبارك وتعالى ملائكة لو أنّ ملكا منهم هبط إلى الأرض ما وسعته ، لعظم خلقته ، وكثرة أجنحته ، ومنهم من لو كلّفت الجنّ والانس أن يصفوه ما وصفوه ، لبعد ما بين مفاصله ، وحسن تركيب صورته ، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبه وشحمة أذنيه ، ومنهم من حدّ الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه» (٨)
(يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ)
__________________
(٧) تفسير نور الثقلين / ج (٤) ص (٣٤٦).
(٨) نور الثقلين ج (٤) ص (٣٤٦).