وقد أكدنا القول في سورة سابقة : ان الكون في حالة توسّع دائم ومستمر ، وهذه الآية توحي بأنّ يد الله مطلقة ، وأنّ بيده البداء.
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[٢] وما نراه من صنوف الخلائق ، وعجيب صنعها ، وعظيم تقديرها ، وتدبير شؤونها ، يهدينا إلى أنّ خالقها مقتدر لا يعجزه شيء ، مما يزيدنا ثقة به واطمئنانا لتدبيره ، وسكينة في القلب تساعدنا على تقلّبات الحياة ، فلا نقنط بالبلاء ، ولا نستريح عند الرخاء ، ولا نطمئنّ إلى الدنيا وأسبابها التي لا تثبت على حال.
(ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها)
فإنّ رحمة الله لا أحد يستطيع أن يمنعها عنك إذا قدّرت لك.
(وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
عزيز لأنه قادر ، وحكيم يرسل لمن يشاء ويمسك عمن يشاء ، كيفما يشاء بحكمة وليس عبثا.
[٣] (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ)
فهو الذي خلقنا ، وهو الذي يرزقنا ، وفي آيات قرآنية قال الله سبحانه وتعالى : إنّه خلق الكون في يومين ، وقدّر الأقوات في أربعة أيّام ، مما يهدينا إلى أنّ الذي خلقنا في يومين أعطى ضعف الوقت للرزق ، فلم الخوف إذا من توقّف رزقه؟
فهل من خالق غير الله يرزقنا ، من الذي وزّع الثروات في الأرض ، ومن الذي