الكون الأرحب ...؟ نعم. لو فعلت ذلك وعشرات الباقين لما انقضت عجائب تلك النبتة الصغيرة ، وهكذا الحيوان الصغير كالنملة ، فإذا زرت مكتبة كبيرة فلعلك تجد عشرات الكتب في نبتة متواضعة! وربما فوجئت بأنّ النملة التي تسحقها برجلك قد حظيت باحترام العلماء فألّفوا فيها عشرات الألوف من الكتب والدراسات حتى الآن.
هذا التنوّع الكبير الذي لا يحصى أفراده دليل خلّاقية الرب ، وأنّه لا يعجزه شيء في السموات والأرض ، وأنّه عليم كيف يصنع ما يصنع؟
(وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)
ولعل التعبير ب «مثلهم» هنا للدلالة على أنّ القدرة تتعلق بجنسهم عموما ، وليس بأشخاصهم فقط ، فالذي يستطيع على مثل الشيء يستطيع عليه ، دون العكس ، ولسنا بحاجة الى بعض التكلّفات البعيدة التي ذهب إليها المفسرون لزعمهم أنّ «مثلهم» تدل على عودة الناس ليست بأبدانهم بل بأرواحهم فقط.
[٨٢] من أصغر خلية الى أعظم مجرة ، كلّ مخلوق يؤدي دورا ويحقّق هدفا ، بينما يستوي الإنسان على عرش السلطة ، فقد أوتي ما يسخّر به ما في الأرض جميعا ، وتوفّر فرصة العيش الرغد لهذا المليك المكرّم. أو لم يقل ربنا سبحانه : «وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً» «وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» وعند ما نتفكّر في وجود الإنسان نرى كلّ شيء فيه يحقّق هدفا ، من أعظم جارحة كالمخ والقلب الى أصغر نسيج.
تعالوا إذا نفكّر : أليس لوجود الإنسان في الأرض بذاته هدف؟ وهل خلقه الله عبثا؟ فأين إذا حكمة الله ، التي تتجلّى في كلّ شيء؟! وأين عدالته التي نرى