آياتها في السموات والأرض؟!
كلّا ... إنّما خلق الإنسان لهدف أيضا ، وهو أن يتكامل الى الله ، وقد جاء في الحديث القدسي المعروف :
«خلقت الأشياء لأجلك ، وخلقتك لأجلي»
وقال ربنا سبحانه :
«أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ».
«وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ».
وحين تفكر أولو الألباب في خلق السموات والأرض عرفوا أنّ الخلق ليس باطلا فقالوا : «رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ».
ولكن هناك من يعرف هذه الحكمة ولكنّه ينكر المعاد أيضا ، كالفلاسفة المتأثّرين بآراء اليونانيين القدماء. لماذا؟ لأنّهم جهلوا كيف خلق الله الخلق ، فقال بعضهم : الخلق صادر عن الله ـ سبحانه وتعالى ـ كما يتدفّق الماء من العين. فكيف يعود الماء الى العين تارة أخرى؟!
وقال آخرون : بلى يعود ، ولكن لا ليعذّب أو يجازى على أفعاله ، بل ليلتحق بالمصدر ، كما تعود المياه الى البحار بعد تطواف كبير!
وقد أنكر هؤلاء البعث بالصورة التي جاءت بها كتب الله لجهلهم بكيفية