(وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)
وهكذا أكّد السياق أنّ الرازق هو الله ، وأنّ آراء الناس ليست مقياسا ، وأنّ الأمور لا تعود إلى هذا أو ذاك ، ممن يتخذهم الناس أندادا من دون الله ، بل إلى الله ترجع الأمور ، وهناك يكون الحساب عادلا حيث يجازى المحسن جزاء الضعف ، ولا يعاقب المسيء الا بمثل عمله.
[٥] ثم يؤكد الله هذه الحقيقة فيقول :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ)
إنّما يكذّب الناس برسالة الله لأنّهم عبدوا الدنيا وما فيها من مباهج وزينة ، فبعض غرّتهم الدنيا مباشرة كالطغاة والسلاطين وكثير من الناس ، وبعض غرّهم المغرورون بالدنيا من هؤلاء ، وإنّما أهلك هؤلاء السذج اتباعهم لأولئك من دون لذة أو شهوة.
فترى أدعياء الدين والعلم يستخدمهم السلاطين للتغرير بالبسطاء من الناس فيسلبون منهم دينهم ودنياهم ، وإنّما يرفل بالنعم الطغاة وأعوانهم ، ولا يبقى للضعفاء سوى الضلالة والغرور.
(فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ)
وقيل ان الغرور : هو الشيطان.
[٦] للإنسان عدوّان : عدو داخلي وهو النفس ، وعدو خارجي وهو الشيطان ، وعلى الإنسان أن يتخذ موقفا واضحا من الشيطان لكي يتميّز نداءه التضليلي عن داعي الله ، ذلك أنّ الإنسان يملك في نفسه قوتين متضادتين هما : العقل والهوى ،