ويؤيد العقل الملائكة بينما الهوى يدعمه الشيطان ، وفي الحديث : ان كل شخص موكل به ثلاث وثلاثون ملكا ، ومثلهم من الشياطين.
ومن مكر الشيطان بالإنسان خلط الأوراق عليه ، حتى لا يميّز هذا عن ذلك ، فتراه يلبس الباطل بالحق ، ويوسوس في الصدور حتى يتشابه الحق بالباطل ، ولكن إذا عرف الإنسان أنّ في قلبه شيطانا يسعى لاغوائه ، واتخذه عدوا تميّز العقل عن الهوى في نفسه ، وأمكنه معرفة طبيعة دواعيه النفسية هل هي من عقله أو من هواه.
وفي الروايات : «انظر أيّهما أقرب الى نفسك فخالفه» لأنّ الأقرب الى النفس أقرب الى الشيطان.
(إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)
علما انه يأتي بعض الأحيان في صورة الناصح ، انه عدو مبين ، يأتي لك من تسع وتسعين بابا من الخير كي يوقعك في المائة. انه عدو وقد آلى على نفسه ان يضل بني آدم ، ويدخلهم معه النار.
هكذا تناصح الصالحون بألا يغفل ابن آدم عن عدوه الخطر وهو الشيطان ، فهذا
الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام حين يأتي اليه رجل ويقول له : بأبي أنت وأمّي عظني موعظة يقول له :
«ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟!» (٩)
وجاء في حديث ان الله اوحى إلى كليمه موسى بن عمران عليه السلام ، وكان من بين وصاياه :
__________________
(٩) المصدر / ص (٣٥١).