ولكنّهم يومئذ لا يملكون سوى الاعتراف ، ونبذ التبريرات التي تشبّثوا بها في الدنيا للفرار من المسؤولية.
(وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ)
والدين هو مجموع الفروض والواجبات التي فرضها الله على الناس ، كإقامة الصلاة والعدل و... و... وبالتالي فإنّ الدين هو المسؤولية ، وقد تهرّب هؤلاء منها ولم يتحمّلوها ، لكنّهم وجدوها يوم البعث هي الحاكمة ، فعلموا بأنّهم هالكون وخاسرون ، وقد يكون معنى الدّين هنا خصوص الجزاء.
[٢١] ويؤكّد لهم المنادي من قبل الله ـ وهو أحد الملائكة ـ هذه الحقيقة ، وأنّ هذا اليوم ليس للجزاء وحسب ، إنّما هو يوم الجزاء العادل ، الذي يفصل فيه بين أصحاب الجنة وأصحاب النار.
(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)
وفي الآية إشارة صريحة بأنّ التكذيب هو الذي دفع بهؤلاء الى عدم تحمّل المسؤولية ، بل الى الظلم والجور ، فمن الطبيعي أنّ الإنسان الذي يشعر بأنّه لا يجازى على أعماله السيئة سوف يتمادى فيها ، ومن هذا المنطلق يكون الإيمان بالآخرة حجر الزاوية في توازن فكر وسلوك الإنسان.
[٢٢ ـ ٢٣] ثم يأمر الله بجمع العاصين الى بعضهم ، وإدخالهم النار ، وهم ثلاثة أنواع :
١ ـ الظالمون ، وهم الذين يظلمون أنفسهم ويظلمون الآخرين.
٢ ـ الآلهة المزيفة التي يعبدها الظالمون من دون الله ، كالأصنام الجامدة ،