التي لو استخدمها في القرآن لكان لطبقة معينة ، وهذه الحقيقة العلمية تتمثل في ان عالم المخلوقات يتفاعل مع الحق ويتعاون معه ، أما الشر والباطل فهو شذوذ وشقاق عن مسيرته ، وحيث طرد إبليس ـ وهو رمز الشرك ـ بالرجم فانه لا يكون معه ما في السماء والأرض وما بينهما. إن الأصل في الخلائق الخير لا الشر ، والذي يطيع إبليس فانما يطيع عنصرا ضعيفا ، والقرآن يصرح بهذه الحقيقة عند ما يقول : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) (١) ومن هذا المنطلق جاءت حتمية الانتصار للمؤمنين الصادقين على أعدائهم ، ولهذا أيضا قال ربنا في مطلع السورة : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) وقد فسرنا ذلك بأن الذي يخالف مسيرة الكون هم الكفار الذين ينحرفون عن فطرتهم فهم هالكون ، وقد حذرهم الله في هذه السورة من ذلك ، وقال : (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ).
كما أكد مخالفة الطبيعة لمسيرتهم ، وهزيمتهم الحتمية بقوله : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ)
ثالثا : الحاق اللعنة به الى يوم الدين من قبل الله سبحانه ، واللعنة تعبير عن عدم الرضا بشخص الملعون وعمله.
وهي تعني أولا : عدم شرعية أعمال إبليس واتباعه مهما أخذت أحجاما كبيرة على الطبيعة مؤقتا ، وتعني ثانيا : ملاحقة الشيطان وأتباعه بالعذاب ، وبالخذلان ، وإحباط العمل.
__________________
(١) النساء / (٧٦).