واستجابة الطبيعة من حوله ، لأنّ كل ما في الحياة يستجيب للتوحيد وينسجم معه ، ويتناقض مع الشرك وينفر منه.
(وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)
فالله يرضى الشكر لعباده ، وعند ما يشكر الإنسان ربّه ففي شكره إرادتان : إرادة تكوين ، وإرادة تشريع ، وهناك من يبرّر شركه بإلقاء المسؤولية على غيره ، ولكنّ الله ينفي ذلك ، ويؤكّد أنّ كلّ إنسان يتحمّل مسئولية عمله ، ولا يتحمّل الآباء أو العلماء أو السلطات من وزره شيئا.
(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)
الوازرة : النفس التي تحمل ثقلا ، فكلّ إنسان يحمل حملا ، ومن عنده حمل لن يرضى أن يحمل حمل الآخرين ، إذ له من الحمل ما يكفيه.
وسواء برّرنا أم لم نبرّر فإنّ جزاء أعمالنا يوفّى إلينا يوم القيامة ، حين ينبّأ الرب عباده بكلّ صغيرة وكبيرة عملوها ، ولعلّهم نسوا أو تناسوا بعضها ولكنّ كتاب ربّنا لا يضل ولا ينسى.
(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وعلم الله لا يقتصر على ظواهر العمل بل ينفذ إلى القلب حيث الدوافع والنيّات.
(إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
ولعلّ الآية تشير إلى فعل القلب ومسئولية الإنسان عنه ، والوساوس والتبريرات