خوّله : ملّكه وجعله متعهدا للنعمة ، وفلان مخوّل : أي له حق التصرف ، إذا أعطاه الله النعمة ، وبدّل الضراء نعماء.
(نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ)
يبدو أنّ المصاب بضر ولا أمل له بالنجاة فينجيه الله من ضرّه يكون أسرع في العودة إلى الذنب من الذي يبلغ النجاة عبر الوسائل المادية.
وفي التعبير إشارة إلى أنّه ينسى كلّ شيء عن حالته السابقة ، ونستوحي ذلك من كلمة «ما» في الآية.
(وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً)
فقال لولا صديقي ، لولا الدكتور ، لولا الصدفة الحسنة ، لولا حظي ، لولا ذكائي ، لكنت قد هلكت ، وينسى أنّ من أنقذه إنّما كان الذي «يدعو إليه من قبل» وهو ربّ العزة.
ولعل معنى الجعل هنا اعتبار ذلك للأنداد من خلال اضفاء صبغة القوة الذاتية عليهم ، وبتعبير آخر جعل الشرعية لهم مما لا يقتصر أثره فقط على نفسه ، بل يتجاوزه إلى الآخرين فيسبّب ضلالتهم أيضا.
ويشهد على ذلك التعقيب التالي :
(لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ)
إذ أنّه لم يبيّن للناس أنّ الله أنقذه حتى يهتدوا إليه بل أخبرهم كذبا أنّ غيره هو الذي أنجاه فأضلهم عن سبيل الله وهو إخلاص الدين له.