جاء في الحديث ، عن عمار الساباطي ، قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) قال : نزلت في أبي الفصيل ، أنّه كان رسول الله عنده ساحرا ، فكان إذا مسه الضر يعني السقم ، دعا ربه منيبا إليه ، يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله (ص) ما تقول «ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ» يعني العافية «نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ» يعني نسي التوبة إلى الله عزّ وجلّ مما كان يقول في رسول الله (ص) أنه ساحر ، ولذلك قال الله عزّ وجلّ : (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) يعني أمرتك على الناس بغير حق على الله عزّ وجل ، ومن رسوله (ص) ، قال : ثم قال أبو عبد الله (ع) : ثم عطف القول من الله في علي (ع) يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) أنّ محمدا رسول الله (وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) أنّ محمدا رسول الله ، وأنّه ساحر كذّاب (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (١)
وفي الرواية عن أنس قال : «نزلت في علي (ع) (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) ... الاية» قال : فأتيت عليا ـ عليه السلام ـ وقت المغرب فوجدته يصلّي ويقرأ إلى أن طلع الفجر ، ثم جدّد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلّى بالناس صلاة الفجر ، ثم قعد في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ، ثم قصده الناس فجعل يقضي بينهم إلى أن قام [الى] صلاة الظهر ، فجدّد الوضوء ثم صلّى بأصحابه الظهر ، ثم قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر ، ثم كان يحكم بين الناس ويفتيهم إلى أن غابت الشمس.
[١٠] وبعد أن ينجز السياق إقرار الإنسان بأنّه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، يشرح صفات وجزاء الذين يعلمون ويصوغون شخصيتهم بما يعلمون
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ص (٤٧٨).