وذلك بالايمان والتقوى والإحسان والهجرة (عند الضرورة) والصبر.
(قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)
والتقوى تجنب المهلكات ، وعاقبتها الفلاح ، والفوز بالجنة ، وأمّا الإحسان فعاقبته السعادة في الدنيا أيضا ، ومعناه أن تكون صبغة حياة الفرد العطاء للآخرين ، وقد بلغ الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ما بلغوه من شرف الرسالة بالإحسان. أمّا الهجرة عند الضرورة فهدفها المحافظة على الاستقلال والحرية ، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فهو لباب التوحيد وجوهر الإخلاص ، ودرع الاستقلال ، وأجره عند الله لا يبلغه العادون فهو بلا حساب.
هكذا روى الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ عن النبي (صلّى الله عليه وآله) :
«إذا نشرت الدواوين ، ونصبت الموازين ، لم ينصب لأهل البلاء ميزان ، ولم ينشر لهم ديوان ، ثم تلا هذه الآية» (١)
[١١] بالرغم من أنّ الهجرة قائمة إلى يومنا هذا إذا تعرضنا للضغوط ، وافتتنا في ديننا ، إلّا أنّه يلزم في بعض الأحيان التحدي.
وهكذا يأمر الله نبيّه بأن يعلن للناس جميعا إخلاصه لربه ، ورفضه للأنداد ، مما يعني التمرد على سلطات الجبّارين وإمرة المترفين وقيادة الجهلاء.
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ص (٤٨١).