(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ)
وهذا أمر الله ، فلا قداسة ولا شرعية ولا حرمة لهذه السلطات الفاسدة لأنّ الله لم يأمر بها ، بل أمر برفضها حيث قال لرسوله :
(مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)
مسلما له وحده ، خاضعا لمناهجه وشرائعه فقط ، وما دام ذلك أمر الله فإنّ المؤمن بالله يتحمّل كل أذى في سبيل تطبيق هذا الأمر الإلهي ، والله يعينه عليه ، ولا يقدر على تجاوزه دون التعرض لغضب الله وعذابه.
[١٢] وما دام الأمر من الله فلا يستمد شرعيته من الناس فسواء أآمن الآخرون أم كفروا ، وافقوني على تمردي ضد الأنداد أم خالفوني فإنّي أواصل دربي.
(وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ)
أسبقهم إلى التسليم لله ، دون النظر إلى الآخرين ، كما قال السحرة بعد أن آمنوا : (لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ* إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ). (١)
بالرغم من أنّهم لم يكونوا فعلا أوّل المؤمنين ، فقد آمن لموسى ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئه ، ولكنهم فتحوا الطريق لغيرهم كي يؤمنوا.
[١٣] (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)
وهذا بالغ ذروة الإنذار حيث يخشى رسول الله عذابا عظيما فكيف بنا.
__________________
(١) الشعراء / (٥٠ ـ ٥١).