فمفاتيح السموات والأرض بيده عز وجل ، وكون مفاتيح الشيء بيده يدل على انه متصرف في ذلك الشيء وفيما يحتويه.
ولعل كلمة مفاتيح تدلنا على وجود سنن وانظمة تحكم هذا الكون ، ومع أن ربنا فوق السنن والانظمة ، الا انه بحكمته يهيمن على الخلق من خلالهما ، ولان المؤمنون يسلمون له تعالى ، ويتبعون آياته فإنهم وحدهم الذين يفلحون ويفوزون في الحياة ، ويسخرونها أفضل من غيرهم لصالحهم.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)
والآية هي العلامة من الشيء ، وآيات الله هي العلامات الهادية للحق والصلاح ، وحيث يرفضها الكفار يضلون ولا يبلغون الفوز والفلاح.
[٦٤] ويأمر الله نبيه الأكرم (ص) بتحدي هؤلاء.
(قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ)
أنهم يجهلون بالله ، ولا يعرفون هيمنته على كل شيء وخلقه له ، ويرتكزون في الجهل بصورة أعمق حينما يظنون أن الأنداد التي يزعمونها من دونه تستحق العبادة ، ويأمرون الناس بالخضوع لها.
وليس شرطا أن تكون هذه الأنداد من الحجارة ، بل هي كل باطل يخضع له الإنسان ، سواء تمثل في فكرة يؤمن بها أو طاغوت يخضع له ، كما أنّه ليس المقصود من العبادة فقط الركوع والسجود أو طقوس عبادية خاصة يقوم بها الإنسان تجاه من يشرك بهم ، بل أن اعانتهم وطاعتهم وحتى الرضى النفسي بهم يعد عبادة ، ويجب على المؤمن أن يرفض ذلك كله.