الى أذهاننا ولو وصف لنا قدرته كما هي لما استوعبت ذلك عقولنا.
(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
إن من أسباب الشرك عند الإنسان هو عدم معرفته بالله ، فيتصوره بعقله المحدود عاجزا محدودا مثله ، ويزعم أنّه يحتاج الى الشركاء ليدبر شؤون الخلق. وربّنا منزه عن ذلك ، فمن هذه قدرته لا يحتاج الى الشركاء ، ولا يجوز لنا باي حال أن نشرك به.
وبخصوص هذه الآية قال الإمام الباقر (ع) :
إن لله لا يوصف ، وكيف يوصف وقد قال الله في كتابه «وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ»؟ فلا يوصف بقدر الا كان أعظم من ذلك (١)
وعن سليمان بن مهران قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن قوله عز وجل (ما قَدَرُوا) ... الآية فقال : يعني ملكه لا يملكه معه أحد ، والقبض الى الله تعالى في موضع آخر المنع والبسط منه ، والإعطاء والتوسيع (... وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يعني يعطي ويمنع والقبض منه عز وجل في وجه آخر الأخذ ، والأخذ في وجه القبول كما قال : «ويأخذ الصدقات» اي يقبلها من أهلها ويثبت عليها فقوله عز وجل (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)؟ قال : اليمين اليد ، واليد القدرة والقوة ، لقوله عز وجل (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) اي بقدرته وقوته (٢)
[٦٨] ويهدينا القرآن الى أحد مظاهر قدرة الله وهيمنته ، وذلك حينما ينفخ في
__________________
(١) البرهان / ج (٤) ص (٨٤).
(٢) المصدر.