الله ، وتوضع الموازين للحساب العدل وتوفى الأنفس أعمالها التي أحصاها الله بعلمه.
(وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها)
الذي يخلقه ويتجلى من خلاله جلاله وعظمته ، وقد يتجلى الله في خلقه الشمس والقمر ، وقد يتجلى في إبداع نور تشرق به الأرض ذلك اليوم.
وفي الاخبار عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :
«إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربّها وذهبت الظلمة» (٤)
ولا شك أنّ نهوض إمام الحق وما يتبع ذلك من قيام حكومة العدل الالهية هو من أبرز تجليات نوره تعالى ، أو ليس الأنبياء والرسل والأولياء هم نور الله في الأرض؟
(وَوُضِعَ الْكِتابُ)
ليحاسب الله الناس على أعمالهم ، والكتاب هنا هو الميزان والمقياس ، ونستوحي من ذلك أن الأشياء تتحول في الآخرة من صيغتها المعنوية الى المادية ، فالكتاب الذي هو ميزان الحق والباطل ، وفرقان بينهما في الدنيا ، يتحول الى ميزان محسوس يراه الناس في الآخرة.
(وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ)
وهم ميزان آخر لمعرفة الحق والباطل ومحاسبة الناس ، فالأنبياء ميزان بعصمتهم
__________________
(٤) نور الثقلين / ج (٤) ص (٥٠٤).