له في فنّه ، وكتاب التاريخ الناصري (١) الذي دوّن فيه التاريخ من أول أيام سبكتكين إلى أوائل أيام السلطان إبراهيم يوما فيوما ، يزيد حجمه على ثلاثين مجلدا منصّفا ، رأيت عدة مجلدات منه في مكتبة سرخس ، وعدة مجلدات في مكتبة مهد العراق (٢) رحمها الله ، وعدة مجلدات في أيدي الناس ، ولم أر منه نسخة كاملة.
ومع الفصاحة والبلاغة ، كان له نصيب وافر من استماع الأحاديث ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن السّلميّ (٣) في سنة إحدى وأربع مئة قال حدثنا جدي إسماعيل بن نجيد قال : حدثنا عبد الله بن حامد ، قال : حدثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الحلوانيّ ، قال : حدثنا علي بن داود القنطريّ ، قال : حدثنا وكيع بن الجراح إنه قال : إذا أخذت فألا من القرآن ، فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات ، أو المعوذتين وفاتحة الكتاب مرة ، ثم خذ الفأل (٤).
وقال الشيخ أبو الفضل البيهقيّ : إن الثلج سقط في نيسابور سبعا وستين مرة في عام أربع مئة ، فكتب لي السيد أبو البركات العلوي الجوريّ (٥) آنذاك رسالة وفيها هذان البيتان : [١٧٦]
__________________
(١) هو نفسه تاريخ آل محمود الذي طبعت منه قطعة وترجمت إلى العربيّة تحت عنوان تاريخ البيهقيّ.
(٢) لقب أميرة سلجوقية ، وهي جوهر خاتون شقيقة السلطان سنجر وكانت تلقب بهذا اللقب في غزنة (أخبار الدولة السّلجوقيّة ، ١٦) ، تزوجها مسعود بن إبراهيم الغزنويّ (٤٥٣ ـ ٥٠٩ ه) عقب توليه الحكم في ٤٩٢ ه لتعزيز حكمه (لغت نامه دهخدا ، مادة : مسعود غزنوي ، طبقات ناصري ، ١ / ٢٤٠). وقد أشار المؤلف إلى مكتبتها هذه وهي مكتبة عامة بنيسابور كما يستفاد من النصوص.
(٣) هو محمد بن الحسين بن محمد (٣٣٠ ـ ٤١٢ ه).
(٤) ينقل ابن طاووس في فتح الأبواب (ص ١٥٥) عن جعفر بن محمد المستغفري (٣٥٠ ـ ٤٣٢ ه) في كتاب الدعوات له ، قوله : «إذا أردت أن تتفأل بكتاب الله عزوجل فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات ، ثم صل على النبي (ص) ثلاثا ، ثم قل : اللهم إني تفألت بكتابك وتوكلت عليك ، فأرني من كتابك ما هو المكتوم من سرك ، المكنون في غيبك ، ثم افتح الجامع».
(٥) هو علي بن الحسين العلوي ، والبيتان في تتمة اليتيمة (ص ١٨١ ـ ١٨٢) وفيه : «خصصتم بها في الناس من هذه الدنيا».