قال : فتزوج ، ثم لما كان بعد ساعة قال : لا تتزوج ، قال : لم؟ قال : لأنك إن تزوجت بواحدة فتطهر إن طهرت ، وتحيض إن حاضت ، وتغضب إن غضبت ، وترضى إن رضيت ، وإن تزوجت اثنتين (١) فتقع بين جمرتين ، وإن تزوجت بثلاث تقع بين أثافي ، وإن تزوجت بأربع فيفلسنك وينهبنّك قال : أفتحرّم ما أحلّ الله؟ قال : لا ، ولكن كوزان وطمران وفرصان وعبادة الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو [الحسين بن](٢) النقور ، وأبو منصور ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أنا زكريا بن يحيى المنقري ، قال : ونا الأصمعي عن العلاء بن جرير ، قال : قال خالد بن صفوان : إن سأل الوالي رجلا غيرك فلا تكن أنت المجيب ، فإن ذلك خفة بالسائل والمسئول.
وقال خالد بن صفوان : خير ما يدخر الآباء للأبناء اصطناع الأيادي عند ذوي الأحساب.
وقال خالد بن صفوان : إذا رأيت محدّثا يحدّث حديثا قد سمعته ، أو يخبر خبرا قد علمته فلا تشاركه فيه حرصا على أن تعلم من حضرك أنك قد علمته ، فإن ذلك خفة وسوء أدب.
وقال : ابذل لصديقك مالك ، ولمعرفتك بشرك وتحيتك ، وللعامة رفدك وحسن محضرك ، ولعدوك عدلك ، واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد.
قال : ونا الأصمعي قال : قال خالد بن صفوان : استصغر الكبير (٣) في طلب المنفعة ، واستعظم الصغير في ركوب المضرة.
قال : ونا الأصمعي ، نا عبد الملك بن الفضل المنقري ، قال : قال خالد بن صفوان : لا أتزوج من النساء إلّا امرأة قد أدّبها الغنى وذلّلها الفقر.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري ، أنا أبو محمّد علي بن
__________________
(١) الأصل : اثنين.
(٢) الزيادة لازمة للإيضاح.
(٣) غير واضحة ، ونميل إلى قراءتها «الكثير» والمثبت «الكبير» عن م.