أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، ومحمّد بن أحمد بن علي أبو بكر السمسار ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا المحاملي أبو عبد الله ، نا عبد الله بن أبي سعد ، أنا الحسن بن علي بن منصور ، نا محمّد بن سعيد الرازي ، نا محمّد بن حميد ، أنا عبد الرّحمن بن مغراء ، قال : سمعت شبيب بن شيبة يقول : لقيني خالد بن صفوان على حمار له فقلت له : يا أبا صفوان أين أنت عن الهماليج؟ قال : تلك للطلب والهرب ، ولست بطالب ولا هارب ، قلت : فأين أنت عن البراذين؟ قال : تلك للمغذّين المسرعين ، ولست بمغذّ ولا مسرع ، قلت : فأين أنت عن البغال؟ قال : تلك للأنزال والأثقال (١) ، ولست بصاحب ثقل (٢) ولا نزل ، قلت : فما تصنع بحمارك هذا؟ قال : أدبّ عليه دبيبا ، وأقرّب تقريبا ، وأزور عليه إذا شئت حبيبا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، قال : قال خالد بن صفوان : من صحب السلطان بالصحة والنصيحة كان أكثر عدوا ممن صحبه بالغش والخيانة ، لأنه يجتمع لي على الناصح عدو الوالي وصديقه بالعداوة والحسد ، فصديق الوالي ينافسه في منزلته ، وعدو الوالي يعاديه لنصيحته.
قال : ونا الأصمعي ، نا عبد الصمد بن شبيب ، قال : قال خالد بن صفوان : إن جعلك الوالي أخا فاجعله سيدا ولا يحدّثن لك الاستئناس به غفلة ، ولا تهاونا.
قال : ونا عبد الصمد بن شبيب ، قال : قال خالد بن صفوان : لا تصحبن من صحبت من الولاة إلّا على شعبة مودة ، قد كانت فإن استطعت أن تجعل صحبتك لمن قد عرفك بصالح مودتك قبل ولايته فافعل.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري ، أنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي ، قال : سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول : سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن أبي الجلاب حين أتى عثمان الحمري قال : سمعت جعفر بن سواد يقول : جاء رجل إلى خالد بن صفوان ، فقال له : تزوجت؟ قال : لا ،
__________________
(١) ابن العديم : الأنفال.
(٢) ابن العديم : نفل.