أبو محمّد بن زبر ، نا محمّد بن سليمان بن داود المنقري ، نا أبو عثمان المازني ، نا الأصمعي ، عن عوانة ، قال : قال : انحدر خالد بن صفوان إلى البصرة مع بلال بن أبي بردة ، فلما قربا من البطيحة قال بلال لخالد : استقبل عكابة النّميري ، فقال خالد : أوه كدت والله تصدع قلبي حين دنونا من آجام البطيحة ، وعكر البصرة وعثاء البحر ذكرت أن رجلا هو أثقل على قلبي من شرب الأيارج بماء البحر ، يعقب التخمة وساعة الحجامة.
قال : ونا الأصمعي عن عوانة ، قال : دخل عكابة النّميري على بلال بن أبي بردة ، فنظر إلى ثور مجلل في جانب الدار ، فقال : ما أفره هذا البغل لو لا أن حوافره مشققة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب بن جعفر ، نا القاضي أبو عبد الله محمّد بن عبد الله ، نا ابن أبي شيخ محمّد بن أحمد الرافقي ، نا أبو شعيب ، نا أبو زيد ، نا الضحاك ، قال : لما خرج وفد أهل البصرة إلى ابن هبيرة مروا بالكوفة فاحتجب الأعمش منهم فقال خالد بن صفوان : أنا أخرجه فنادوا على بابه : يا أعمش يا أعمش ، فخرج مغضبا فقال : من هذا؟ فقال خالد : أنا من الذين قال الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(١) فلما عرفه الأعمش جلس معه فأطال.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ح.
ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ح ، وحدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أبو طاهر ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم وأبو علي بن نبهان ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، قال : ركب خالد بن صفوان يوما ومعه أصحاب له فأخذتهم السماء وهو على حمار فقال : أما علمتم أن قطوف (٢) الدابة أمير القوم فساروا معه ، فلما كان الغد ركب برذونا هملاجا (٣) فأخذتهم السماء فرفع برذونه فقالوا : يا أبا صفوان ما كان هذا كلامك بالأمس ، قال : فلم غالينا بالهماليج (٤)؟
__________________
(١) سورة الحجرات ، الآية : ٤.
(٢) دابة قطوف : ضاق مشيها (القاموس).
(٣) البرذون الهملاج : المذلل المنقاد (قاموس).
(٤) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٥٦ ـ ٣٠٥٧.