أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة ، والحسن بن علي بن البنّا ، وعبد الواحد بن محمّد بن فهد العلّاف ، قالوا : أنا أبو والحسن علي بن أحمد المقرئ ، أنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ ، نا وكيع بن خلف ، حدّثني محمّد بن خلاد ، نا الوليد بن هشام القحذمي ، قال : دخل خالد بن صفوان الحمّام وفيه رجل مع أبيه ، فأراد أن يعرف خالدا ما عنده من البيان فقال : يا بني ابدأ بيداك ورجلاك ثم التفت إلى خالد فقال : يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله ، قال : هذا كلام ما خلق الله له أهلا قط (١).
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي ، نا محمّد بن يحيى الصّولي ، نا أبو حاتم سليمان بن أحمد المادرائي ، حدّثني أبي ، نا جدي ، قال : كان خالد بن صفوان بن الأهتم التميمي يأكل خبزا وجبنا إذ سلّم عليه أعرابي فقال : هلمّ إلى هذا الخبز والجبن فإنه حمض العرب ، وهو يسيغ اللقمة ويفتق الشهوة ويطيب (٢) عليه الشربة. فانحط الأعرابي فلم يبق شيء منهما فقال خالد : يا جارية زيدينا خبزا وجبنا ، فقالت : ما بقي عندنا منهما شيء ، قال خالد : الحمد لله الذي صرف عنا معرّته وكفانا مئونته ، والله انه ما علمته ليقدح في السّنّ ، ويخشّن الحلق ، ويربو في المعدة ، ويعسر في المخرج ، فقال الأعرابي : والله ما رأيت قط قرب مدح من ذم أقرب من هذا (٣).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن داود ، نا محمّد بن سلام ، قال : قالت امرأة لخالد بن صفوان : إنك لجميل ، فقال خالد : كيف تقولين هذا ، فو الله ما فيّ عمود الجمال ولا رداؤه ولا برنسه. فأما عمود الجمال فالطول ، وأما رداؤه فالبياض ، وأما برنسه فسواد الشعر ، وأنا (٤) أصلع آدم قصير. ولكن قولي إنّك لحلو (٥).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٥٨ ـ ٣٠٥٩.
(٢) الأصل : ويطيب.
(٣) ابن العديم ٧ / ٣٠٥٦.
(٤) الأصل : «وأما» والمثبت الصواب عن ابن العديم.
(٥) المصدر نفسه ٧ / ٣٠٥٧ ـ ٣٠٥٨.