كأنك تأمل أن تعيش الدهر كله ، فقال : ولا أخاف أن أموت في أوله.
قال : ونا أحمد بن يحيى ، نا محمّد بن سلام الجمحي ، قال : قال خالد بن صفوان : أربع لا يطمع فيهن أحد عندي : القرض والقرص والهرس (١) وأن أسعى لأحد في حاجة. فقيل له فما نصنع بك بعد هذا؟ قال : ماء بارد ، وحديث ما ينادى وليده (٢).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن ، أنا محمّد بن علي بن الحسين ببخارا ، أنا أحمد بن عبد الله بن نصر الدمشقي ، نا وريزة (٣) بن محمّد ، نا معمر بن شبيب ، قال : قال الهيثم : قال خالد بن صفوان : أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، وعبد الباقي بن محمّد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي ، نا يونس النحوي ، قال : أتينا خالد بن صفوان نعزيه على ابنه ربعي ونحن متفجعون له ، فأتينا إليه وهو يقول :
يهوّن ما ألقى من الوجد أنني |
|
أجاوره في داره اليوم أو غدا |
قال : ونا الأصمعي ، نا الفضل بن عبد الملك ، قال : قال خالد بن صفوان : لفتى بين يديه : رحم الله أباك ان كان ليملأ العين جمالا ، والأذن بيانا.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو الحسن بن الجواليقي في كتابه ، أنا أحمد بن علي الخزاز (٤) ، نا عبد الله بن بحر ، نا عمر بن محمّد بن عبد الحكم ، نا محمّد بن عمر الوراق ، عن علي بن محمّد القرشي المدائني (٥) ، قال : كان خالد بن صفوان إذا أخذ جائزته قال للدراهم : أما والله لأطيلنّ
__________________
(١) في ابن العديم : القرض والفرص والهريس.
(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٥٥.
(٣) الأصل : «وزيرة» وفي م : وريره والصواب ما أثبت وضبطت اللفظة عن التبصير.
(٤) إعجامها غير واضح بالأصل وفي م : الخراز والمثبت عن ابن العديم ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤١٨.
(٥) الأصل : «المداني» والمثبت عن م ، وانظر ابن العديم ، وفيه : المدائني.