ضجعتك ، ولأديمنّ صرعتك (١).
قال : وأتى خالد بن صفوان رجل فسأله ، فأعطاه درهما فقال له : سبحان الله يا أبا صفوان أسألك فتعطيني درهما ، فقال له خالد : يا أحمق ، أما تعلم أن الدرهم عشر العشرة ، والعشرة عشر المائة والمائة عشر الألف والألف عشر العشرة آلاف؟ ألا ترى كيف ارتفع الدرهم إلى دية المسلم؟ والله ما تطيب نفسي بدرهم أنفقه إلّا درهما قرعت به باب الجنة ، أو درهما أشتري به موزا فآكله (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله ، قالا : أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد الله ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع ، أنا عمي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد بن الحسين الجواليقي ، نا أبو مقاتل محمّد بن العباس بن أحمد بن مجاشع ، نا الحارث بن أبي أسامة ، قال الحنظلي : قال خالد بن صفوان لرجل : إن أباك كان دميما وكان عاقلا ، وإن أمك كانت جميلة وكانت رعناء فجمعت دمامة أبيك إلى حماقة أمك ، فيا جامع شرف أبويه.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو زيد ، عن أبي عبيدة ، قال : قال خالد بن صفوان : لا تطلبوا الحوائج في غير حينها ، ولا تطلبوها إلى غير أهلها ، ولا تطلبوا ما لستم له بأهل فتكونوا للمنع أهلا (٣).
قال : ونا إبراهيم بن نصر ، نا محمّد بن سلام ، قال : قال خالد بن صفوان : لا تطلبوا ما لا تستحقون فإن من طلب ما لا يستحق استوجب الحرمان (٤).
قال : ونا أحمد بن يحيى ، قال : سمعت ابن السّكّيت يقول (٥) : قال خالد بن صفوان : فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها ، وأشد من المصيبة سوء الخلف
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم : بغية الطلب ٧ / ٣٠٥٨.
(٢) المصدر نفسه : الجزء والصفحة.
(٣) بغية الطلب ٧ / ٣٠٥٩.
(٤) المصدر نفسه ٧ / ٣٠٥٥.
(٥) الخبر والشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٥٣.