أخبرنا الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس : أنه تمارى والحرّ بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى ، فمر بهما أبيّ بن كعب فدعاه ابن عباس فقال : إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه ، هل سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يذكر شأنه ، فقال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يذكر شأنه يقول : «بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال : تعلم أحدا أعلم منك؟ قال موسى : لا ، فأوحى الله إلى موسى : بل عبدنا خضر ، فسأل السبيل إلى لقيه فجعل الله له الحوت آية ، وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع ، فإنك ستلقاه فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر ، فقال فتى موسى لموسى : أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة ، فإني نسيت الحوت ، وما أنسانيه إلّا الشيطان أن أذكره ، قال موسى : (ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ ، فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً)(١) فوجدا خضرا فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه» [٣٨٢٧].
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب قاضي حمص ، قال : سمعت سليمان بن عبد الحميد البهراني يقول : لما أن وجه المأمون إلى جماعة من أهل حمص ليخرجوا إليه إلى دمشق ، فوقع اختياره على أربعة من الشيوخ بحمص ، منهم : يحيى بن صالح الوحّاظي (٢) ، وأبو اليمان الحكم بن نافع (٣) ، وعلي بن عياش (٤) ، وخالد بن خلي ، فأشخصوا إلى دمشق ، فأدخلوا على المأمون رجلا رجلا ، فأوّل من دخل عليه أبو اليمان الحكم بن نافع فساءله يحيى بن أكثم وحادثه ، ثم قال له : يا حكيم (٥) ما تقول في يحيى بن صالح؟ قال : فقلت له : أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه قال : فما تقول في علي بن عياش؟ قال : قلت : رجل صالح لا يصلح للقضاء ، فما تقول في خالد بن خلي ، فقال : أنا أقرأته القرآن فأمر به فأخرج.
ثم أدخل يحيى بن صالح ، وحادثه ثم قال له يحيى : ما تقول في الحكم بن نافع ،
__________________
(١) سورة الكهف ، الآية : ٦٤.
(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٤٥٣.
(٣) تقدمت ترجمته في كتابنا.
(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٣٣٨.
(٥) كذا بالأصل وفي م : يا يحيى.