قال : شيخ من شيوخنا مؤدب أولادنا ، قال : فما تقول في علي بن عياش؟ فقال : رجل صالح لا يصلح للقضاء ، قال : ما تقول في خالد بن خلي؟ قال : عني أخذ العلم وكتب الفقه ، قال : فأمر به فأخرج.
ثم دعي علي بن عياش ، فدخل عليه فساءله وحادثه ساعة ، ثم قال له : يا علي ما تقول في الحكم بن نافع؟ قال : فقلت له : شيخ صالح ، يقرأ القرآن ، قال : فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال : أحد الفقهاء ، قال : فما تقول في خالد بن خلي ، قال : رجل من أهل العلم ، ثم أخذ يبكي ، فكثر بكاؤه ، ثم أمر به فأخرج.
ثم دخل عليه خالد بن خلي فساءله وحادثه ساعة فقال له : ما تقول في الحكم بن نافع؟ فقال : شيخنا وعالمنا ، ومن قرأنا عليه القرآن وحفظنا به ، قال : فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال : فقلت : أحد فقهائنا ومن أخذنا عنه العلم والفقه ، قال : فما تقول في علي بن عياش؟ قال : رجل من الأبدال إذا نزلت بنا نازلة سألناه فدعا الله فكشفها ، فإذا أصابنا القحط واحتبس عنا المطر سألناه فدعا الله فأسقانا الغيث ، قال : ثم عمد يحيى بن أكثم إلى ستر رقيق بينه وبين المأمون رفعه فقال له المأمون : يا يحيى هذا يصلح للقضاء فوله قال : فأمر بالخلع فخلعت عليه ، وولّاه القضاء (١).
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، والمبارك بن عبد الجبار الصّيرفي ، وأبو الغنائم محمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني : قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) : خالد بن خلي أبو القاسم ، قاضي حمص ، سمع محمد بن حرب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد ، أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد ، نا أبو العباس أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن ، نا محمد بن إسماعيل البخاري ، نا خالد بن خلي قاضي حمص صدوق ، نا محمد بن
__________________
(١) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١٠ / ٦٤٠ ـ ٦٤١.
(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٤٦.