أبو المليح ، وهو الحسن بن عمر الرّقّي ، قال : سمعت خالد القسري على المنبر يقول : قد اجتمع من فيئكم ألف ألف لم يظلم فيها مسلم ولا معاهد.
قرأت بخط أبي الحسن بن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد ، نا أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد بن ورد ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي ، نا محمّد بن القاسم بن خلّاد ، نا العتبي ، عن أبيه ، قال : خطب خالد بن عبد الله القسري يوما فانغلق عليه كلامه وأرتج عليه بيانه ، فسكت سكتة ثم قال : يا أيها الناس إن هذا الكلام يجيء أحيانا ويعزب أحيانا فيتسبب عند مجيئه سببه ، ويتعذر عند عزوبه مطلبه ، وقد يردّ إلى السّليط بيانه وينيب إلى الحضر كلامه ، وسيعود إلينا ما تحبون (١) ونعود لكم كما تريدون (٢).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، وعبد الباقي بن محمّد بن غالب ، قالا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا أبو محمّد السكري ، أنا أبو يعلى المنقري ، نا العتبي ، أنا أبو إبراهيم ، قال : خطب خالد بن عبد الله القسري بواسط ، فقال : إن أكرم الناس من أعطى من لا يرجوه ، وأعظم الناس عفوا من عفى عن قدرة ، وأوصل الناس من وصل عن قطيعة (٣).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا أبو العباس أحمد بن منصور ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي ، نا علي بن بكر ، نا أحمد بن بكر ، نا الحسن بن الحسين ، قال : خطب خالد القسري بواسط ، فقال : يا أيها الناس تنافسوا في المكارم ، وسارعوا في المغانم ، واشتروا الحمد بالجود ، ولا تكتسبوا بالمطل ذما ، ولا تعتدوا بمعروف لم يعجلوه ، ومهما يكن لأحد منكم نعمة عند أحد لم يبلغ شكرها فالله أحسن له جزاء وأجزل عطاء ، واعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم فلا تملوها فتحور نقما ، فإن أفضل المال ما أكسب أجرا وأورث ذكرا ، ولو رأيتم المعروف رأيتموه رجلا حسنا جميلا ، يسر الناظرين ، ويفوق العالمين ، ولو رأيتم البخل رأيتموه رجلا مشوها قبيحا
__________________
(١) الأصل : يحيون والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ٣٧١ وفي م : يحبون.
(٢) الأصل : يريدون والمثبت عن م.
(٣) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام عن العتبي عن رجل ٥ / ٤٢٦.