القسريين ، قال : كان خالد بن عبد الله يكثر الجلوس ثم يدعو بالبدر ويقول : إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها.
فقال ذلك مرة وقد وفد عليه أسد بن عبد الله من خراسان ، فقام فقال : هذه أيها الأميران الودائع إنما تجمع لا تفرّق قال : ويحك إنها ودائع للمكارم وأيدينا وكلاؤهما ، فإذا أتانا المملق فأغنيناه ، والظمآن فأرويناه فقد أدينا فيه الأمانة.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو العباس محمود بن محمّد ، نا محمّد بن الفرخان ، نا الهيثم بن عدي ، قال : قال ابن عياش الهمداني : بينا أنا يوما على باب أبي جعفر ينتظر الإذن إذ خرج الربيع بن يونس إلينا فقال : يقول لكم أمير المؤمنين بمن تشبهوني من خلفاء بني أمية؟ فسكت أصحابي ولم يجب أحد منهم بشيء ، فقلت للربيع : أنا أعلم من يشبه أمير المؤمنين من خلفائهم ، فقال : من؟ قلت : لا أقول لك ، ولا أقول إلّا لأمير المؤمنين.
فدخل ثم رجع فقال : يقول لك أمير المؤمنين : ليس بك الجواب وإنما تريد الدخول للكدية.
قال : وكان في كمي تلك الساعة رقعة لآل خالد بن عبد الله القسري أتقمن (١) بها وقتا أوصلها إليه فيه ، فقلت : أبقى الله أمير المؤمنين ما بنا عنه غنى في كل حال ، ولكن لا أجيب عن الذي سأل عنه غيره. فقال الربيع : إن أمير المؤمنين يعلم إنك سائل كثير الحوائج تبرمه بالمسائل والرقاع ، فقلت : إن أذن أبقاه الله دخلت ، وإلّا فأنا بموضعي ، فدخل ثم رجع فقال : ادخل.
فدخلت فسلّمت ودعوت له فقال : ويحك يا ابن عياش ما أكثر حوائجك ورقاعك ، ومسألتك واحتيالك للدخول (٢) حتى تنغص علينا مجلسك وحديثك فقلت : لا أعدمناك الله يا أمير المؤمنين ، فقال : بمن تشبهوني من خلفاء بني أمية؟ فقلت : لعبد الملك بن مروان ، قال : وكيف ذلك؟ قال : قلت : لأن أول اسمه عين وأول اسمك عين ، وأول اسم أبيه ميم وأول اسم أبيك ميم ، قال : قلت : وأخذ حقه بالسيف ، جاهد
__________________
(١) أتحيّن.
(٢) الأصل وم «الدخول» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ٣٧٤.