العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، قال : قال أعرابي لخالد بن عبد الله القسري ، وقد دخل عليه أصلح الله الأمير ، وأطال بقاءه إني لم أصن وجهي عن مسألتك فصن وجهك عن ردي ، وضعني من معروفك حيث وضعك الله من رجائي فأمر له بما سأله.
قال : ونا الأصمعي ، قال : بلغني أن أعرابيا دخل على خالد فقال : أصلح الله الأمير يأمر لي بملء جرابي هذا دقيقا فقال : املئوه له دراهم ، فحمله وخرج على الناس فقيل له : ما صنعت في حاجتك؟ فقال : سألت الأمير ما يشتهي (١) فأمر لي بما يشتهيه.
أنبأنا أبو محمّد [المبارك](٢) بن أحمد بن بركة الكندي ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران إجازة ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا :
أخبرني محمّد بن الحسين ، حدّثني عبد الله بن عبد الرّحمن بن شمر الخولاني :
حدّثني عبد الملك مولى خالد بن عبد الله القسري ، قال : إني لأسير بين يدي خالد في يوم شديد البرد في بعض نواحي الكوفة ومعه يومئذ وجوه الناس وكبارهم إذ قام إليه رجل فقال : حاجة ، أصلح الله الأمير ، فوقف وكان كريما ، فقال : وما هي؟ قال : تأمر رجلا فيضرب عنقي ، قال : لم؟ قطعت طريقا؟ قال : لا ، قال : فأخفت سبيلا؟ قال : لا ، قال : فنزعت يدا من طاعة؟ قال : لا ، قال : فعلى ما أضرب عنقك؟ قال : الفقر والحاجة ، أصلح الله الأمير ، قال : تمنه. قال : ثلاثين ألفا ، قال : فالتفت خالد إلى أصحابه فقال : هل علمتم تاجرا ربح الغداة ما ربحت؟ نويت له مائة ألف فتمنى عليّ ثلاثين ألفا فربحت سبعين ألفا ، ارجعوا بنا فلا حاجة لنا بربح أكثر من هذا ، ارجعوا بنا ، فرجع من مركبه ذلك وأمر له بثلاثين ألفا (٣).
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا [أبو] عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي سعيد البزار ، نا أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ، حدّثني أبو تمام حبيب بن أوس الطائي ، حدّثني بعض
__________________
(١) كذا بالأصل هنا ، ولعله «أشتهي» كما في الرواية السابقة.
(٢) استدركت عن هامش الأصل.
(٣) الخبر في سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨.