دخلت على بحر يجود بماله |
|
ويعطي كثير المال في طلب الحمد |
فحالفني (١) الجدّ المشوم لشقوتي |
|
وقاربني نحسي وفارقني سعدي |
فلو كان لي رزق لديه لنلته |
|
ولكنّه أمر من الواحد الفرد |
فقال له الرسول : أجب الأمير ، فلما انتهى إلى خالد قال له : كيف قلت؟ فأنشده ، ثم استعاده فأعاده ثلاثا إعجابا منه به ، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم.
قال المعافى : قوله فلم يلفى (٢) ، والوجه : فلم يلف ، ولكنه اضطر فجاء به على الأصل كما قال الشاعر :
ألم يأتيك والأنباء تنمي |
|
بما لاقت لبون بني زياد (٣) |
وقد استقصينا هذا الباب في غير هذا الموضع.
قرأت بخط رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم الخطيب ، وأبو الوحش المقرئ عنه.
أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الكاتب ، أنا أبو الطيب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الوشاء ، قال : دخل أعرابي على خالد بن عبد الله القسري ، فأنشده :
كتبت نعم ببابك فهي تدعو |
|
إليك الناس مسفرة النقاب |
وقلت للا عليك بباب غيري |
|
فإنك لن تري أبدا ببابي |
فأعطاه لكل بيت خمسين ألفا.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (٤) ، نا محمّد بن الحسن (٥) بن دريد ، أنا أبو
__________________
(١) الأصل : «فخالفني» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) الذي في أصلنا ـ كما تقدم ـ فلم تلق ـ بالقاف ، وقد أشرنا إلى رواية الجليس الصالح «فلم يلفى» بالفاء.
(٣) الشاهد ١٥٤ في مغني اللبيب لابن هشام ، ولم ينسبه ، ونسبه محقق مختصر ابن منظور ٧ / ٣٨١ إلى قيس بن زهير بن جذيمة العبسي.
(٤) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ونقله عنه ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٨٠ ـ ٣٠٨١.
(٥) بالأصل «الحسين» خطأ ، والمثبت عن الجليس الصالح وابن العديم.