قرأت على علي بن عمرو الأنصاري ، حدثكم الهيثم بن عدي ، قال : قال ابن عياش : خالد بن عتّاب بن ورقاء التميمي أبو سليمان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : خالد بن عتّاب بن ورقاء التميمي أبو سليمان.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (١) ، أنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، قال : قال أبو زيد عمر بن شبّة : فأما خبر خالد بن عتّاب الرّياحي فإن الحجاج كان استعمله على الريّ ، وكانت أمّه أمّ ولد ، فكتب إليه الحجاج يلخن (٢) أمّه ويقول : يا ابن أمتنا اللخناء ، أنت الذي هربت عن أبيك حتى قتل ، وقد كان حلف أن لا يسب أحد أمّه إلّا أجابه كائنا من كان.
فكتب إليه خالد : كتبت تلخّنني ، وتزعم أنني فررت عن أبي حتى قتل ، ولعمري لقد فررت عنه ولكن بعد ما قتل ، وحين لم أجد لي مقاتلا ، ولكن أخبرني عنك يا ابن اللخناء المستفرمة (٣) بعجم زبيب الطائف حين فررت أنت وأبوك يوم الحرّة على جمل ثفال (٤) ، أيكما كان أمام صاحبه.
فقرأ الحجاج الكتاب وقال : صدق :
أنا الذي فررت يوم الحرّة |
|
ثم ثبتّ كرة بفرّة |
والشيخ لا يفرّ إلّا مرة |
ثم طلبه ، فهرب إلى الشام ، وسلّم بيت المال لم يأخذ منه شيئا.
__________________
(١) الأغاني ١٧ / ٢٣٢ مصورة دار الكتب.
(٢) اللخن : تغير الريح ، ويقال : رجل ألخن وامرأة لخناء ، من شتم العرب كأنهم يقولون : يا دنيء الأصل أو يا لئيم الأم ، كما أشار إليه الراغب ولخنه لخنا : قال له دلك.
وقيل : رجل ألخن وامرأة لخناء : لم يختنا (انظر القاموس).
(٣) المستفرمة ، أو الفرماء ، المرأة التي استعملت الفرم أو الفرمة ـ وهو دواء ـ لتضيق به فرجها.
وهذه العبارة قالها للحجّاج عبد الملك بن مروان لما شكاه إليه أنس بن مالك لما ضيق عليه بعد ثورة ابن الأشعث.
(٤) الأصل : ثقال ، والمثبت عن الأغاني ، وهو البطيء.