سلمة قال : كان](١) خالد بن معدان يسبّح في اليوم أربعين ألف تسبيحة ، سوى ما يقرأ من القرآن ، فلما مات وضع على سريره ليغسل ، جعل [يشير](٢) باصبعه كذا [و](٣) يحركها يعني بالتسبيح (٤).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، نا أبو القاسم بن أبي العقب ، نا أبو الليث السلم بن معاذ (٥) ، نا أبو علي بن أبي منصور ، حدّثني علي بن عاصم من ولد مسلمة بن عبد الملك ، حدّثني سعيد بن عثمان الأطرابلسي ، نا أبو علي الجمحي (٦) ، عن أبي مطيع ـ يعني معاوية بن يحيى ـ أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح ، فإذا عليه ليل ، فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط ، فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا : قال بعضهم لبعض : من أين قدمتم؟ قالوا : أولم تكونوا معنا؟ قالوا : لا ، قالوا : قد قدمنا من جنازة البديل خالد بن معدان ، قالوا : وقد مات ، ما علمنا بموته؟ قالوا : فمن استخلفتم بعده؟ قالوا : أرطأة بن المنذر ، فلما أصبح الشيخ حدّث أصحابه ، فقالوا : ما علمنا بموت خالد بن معدان ، فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرسوس (٧) يخبر بموته (٨).
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا المدائني ، قال : خالد بن معدان توفي سنة ثلاث ومائة ، ويقال إنه مات وهو صائم في ولاية يزيد بن عبد الملك (٩).
قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : توفي خالد بن معدان سنة ثلاث ومائة (١٠).
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء ٥ / ٢١٠.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء ٥ / ٢١٠.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء ٥ / ٢١٠.
(٤) الخبر في حلية الأولياء ٥ / ٢١٠ ونقله ابن العديم ٧ / ٣١٠٨.
(٥) في ابن العديم : المسلم بن معاز.
(٦) ابن العديم : الحمصي.
(٧) بلد من سواحل بحر الشام ، وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية ، وأول أعمال حمص.
(ياقوت).
(٨) ابن العديم ٧ / ٣١٠٩.
(٩) المصدر نفسه.
(١٠) المصدر نفسه.