أبو الخطاب ، عن محمّد بن سول ، حدّثني ستيل بن عزرة أن بني الحارث وثبوا مع خالد بن المعمّر ـ يعني يوم صفين ـ على سفيان (١) بن ثور فانتزعوا الراية منه ، واستطال لها ابن الكوّاء اليشكري ، ورجا أن يدفع إليه فقال قائل : ويكلم يا بني ذهل لا تخرجوها منكم ، فجيء بحضين بن المنذر وانه لغلام في رأسه ذؤابة فدفعت إليه الراية يومئذ.
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أحمد بن إسحاق بن نيجاب الطيبي ، نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، حدّثني نصر بن مزاحم (٢) ، نا عمر ـ يعني ابن سعد (٣) ـ ، قال : ورجع إلى حديثه عن يزيد (٤) بن أبي الصلت التيمي ، عن أشياخ منهم : أن معاوية كان ضرب يومئذ ـ يعني صفّين ـ لحمير بسهمهم على ثلاث قبائل : ربيعة ومذحج وهمدان ، فلما وقع سهم حمير على ربيعة قال ذو الكلاع : قبحك الله من سهم كرهت الضراب اليوم ، ثم أقبل ذو الكلاع في حمير ، ومعهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من رجال (٥) أهل الشام ، قد بايعوا على الموت فلما دنوا من ربيعة ، وهي حذاء ميمنة أهل الشام ، وعلى ميمنتهم ذو الكلاع فحملوا على ربيعة وهم ميسرة أهل العراق وفيهم يومئذ ابن عباس ، وهو على الميسرة فحمل عليهم ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر بخيلهم ورجالهم حملة شديدة فتضعضعت رايات ربيعة وثبتوا إلّا قليلا منهم (٦) ، ثم إن أهل الشام انصرفوا فمكثوا قليلا ، ثم كرّوا فشدّوا على الناس شدّة شديدة ، وعبيد الله بن عمر يحرّضهم (٧) فثبتت له ربيعة ، فقاتلوا قتالا شديدا وصاح خالد بن المعمّر بأناس من قومه انهزموا يومئذ ، فتراجعوا. وكان معهم من عنزة أربعة آلاف بصفّين.
ذكر أبو محمّد الحسن بن محمّد الإيجي الكاتب ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن
__________________
(١) ابن العديم : شقيق.
(٢) وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص ٢٩٠.
(٣) ابن العديم : «سعيد» خطأ.
(٤) في وقعة صفين : الصلت بن يزيد بن أبي الصلت التيمي.
(٥) وقعة صفين : قراء.
(٦) وقعة صفين : إلّا قليلا من الأحشام والأنذال.
(٧) من هنا إلى آخر الخبر ، راجع تفاصيله في وقعة صفين ص ٢٩١.