وكتب الأعور الشنّي إلى معاوية (١) :
أتاك بسلم الحي بكر بن وائل |
|
وأنت منوط كالسّقاء الموكّر |
معاوي أكرم خالد بن معمّر |
|
فإنك لو لا خالد لم تؤمّر |
فخادعته بالله حتى خدعته |
|
ولم يك خبّا خالد بن المعمّر |
فلم تجزه والله يجزي بسعيه |
|
وتسديده ملكي سرير ومنبر |
فدعاهما معاوية فوصلهما ؛ فقال الشتّي (٢) :
معاوي إني شاكر لك نعمة |
|
رددت (٣) بها ريشي عليّ معاوية |
وكم من مقام غائط لك قمته |
|
وداهية أسعرتها (٤) بعد داهية |
فموّتها حتى كأن لم أقم بها |
|
عليك وأوتادي بصفّين باقية |
فأبلعتني ريقي وكانت مقالتي (٥) |
|
بكفيك لو لم تكفف السهم بادية |
فقال معاوية :
لقد رضي الشنّيّ من بعد عتبه |
|
فأيسر ما يرضى به صاحب العيب (٦) |
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عبيد الله بن معاذ ، نا أبي ، نا قرّة ، عن قتادة ، عن مضارب العجلي ، قال : التقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من شيبان والآخر من بني ذهل ، فقال الشيباني : أنا أفضل منك ، فقال الذّهلي : بل أنا أفضل منك ، فتحاكما إلى رجل من همدان ، فقال : لست مفضلا أحدا منكما على صاحبه ، ولكن اسمعا ما أقول لكما : من أيكما كان علباء بن الهيثم الذي قتل يوم الجمل ، وهو سيد ربيعة؟ وكان يأخذ في الإسلام ألفين وخمس مائة ، قال الذّهلي : كان مني.
__________________
(١) الأبيات في ابن العديم ٧ / ٣١١٨ ـ ٣١١٩.
(٢) الأبيات في ابن العديم ٧ / ٣١١٩.
(٣) الأصل : «ردت».
(٤) ابن العديم : أشهرتها.
(٥) ابن العديم : «مقاتلي» وصدره في المختصر : فأبلغتني ربعي وكانت مقاتلي.
(٦) ابن العديم : «العتب» وفي مختصر ابن منظور : الكتب.