أحدا ، وأتاه الرسول فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأمرك بقتل من لقيت ، فقتل ، وأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى قريش : «مه أغلبتم؟» فقالوا : غلبنا والله فقال : سأقول كما قال أخي يوسف (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)(١)» قالوا : وصلتك رحم.
وبعث إلى خالد : «ما حملك على ما صنعت؟» فقال : أتاني رسولك يأمرني بذلك ، فقال للرسول : «ما حملك على ذلك» فقال : يا رسول الله أرأيت إن كنت أمرتني أن آمره أن لا يقتل أحدا فذهب وهمي إلى أن أقول له : اقتل من لقيت لشيء أراده الله ، فكف عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢) [٣٨٩٤].
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله (٣) ، قال : فكان خالد يوم حنين في مقدمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بني سليم ، وجرح (٤) فأتاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ بعد ما هزمت هوازن ـ في رحله فنفث على جراحه فانطلق منها وبعثه إلى الغميصاء (٥) وكان بها قوم من بني كنانة ، يقال لهم بنو جذيمة ومعه سليم فاستباحهم فادّعوا الإسلام ، فوادهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم حضر مؤتة ، فلما قتل زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة مال المسلمون إلى خالد ، فانحاز بهم ، فعيّرهم المسلمون حين رجعوا إلى المدينة ، فقالوا لهم : أنتم الفرارون (٦) ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «بل أنتم الكرارون» فكف الناس عنهم (٧) [٣٨٩٥].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد إجازة ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية : ٩٢.
(٢) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٣٩ ـ ٣١٤٠.
(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٢٠.
(٤) الأصل : «وخرح» والصواب عن نسب قريش.
(٥) الغميصاء : موضع في بادية العرب قرب مكّة (ياقوت).
(٦) نسب قريش : الفارون.
(٧) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣١٤٢.