ثم حملتهم على السيف ، فقال عمر : أي رجل تعلم (١) عبد الله بن عمر؟ قال : أعلمه والله رجلا صالحا ، قال : فهو الذي أخبرني غير الذي أخبرتني ، وكان معك في ذلك الجيش ، فقال خالد : فإني استغفر الله وأتوب إليه ، قال : فانكسر عنه عمر ، وقال : ويحك ، ائت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستغفر لك.
قال : وحدّثنا الواقدي (٢) ، حدّثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أهله ، عن أبي قتادة ـ وكان في القوم ـ قال : لما نادى خالد في السحر من كان معه أسير فليدافّه ، أرسلت أسيري ، وقلت لخالد : اتّق الله فإنك ميت ، وان هؤلاء قوم مسلمون ، قال : رحمك الله يا أبا قتادة إنه لا علم لك بهؤلاء ، قال أبو قتادة : فإنما يكلّمني خالد على ما في نفسه من التّرة عليهم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين ، أنا أبو (٣) حامد محمّد بن هارون ، نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا الحكم بن ظهير ، عن السّدّي (٤) ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي على سرية ومعه في السرية عمار بن ياسر ، قال : فخرجوا حتى أتوا قريبا من القوم الذين أرادوا أن يصبحوهم نزلوا في بعض الليل ، قال : وجاء القوم النذير فهربوا حيث بلغهم ، قال : فأقام رجل منهم كان قد أسلم هو وأهل بيته فأمر أهله فتحملوا وقال : قفوا حتى آتيكم (٥) ، ثم جاء حتى دخل على عمار فقال : يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وأهل بيتي فهل ذلك نافعي إن أنا أقمت ، فإن قومي قد هربوا حيث سمعوا بكم؟ قال : فقال له عمار : فأقم فأنت آمن ، فانصرف الرجل هو وأهله.
قال : وصبح خالد القوم فوجدهم قد ذهبوا ، فأخذ الرجل هو وأهله ، فقال له عمار : إنه لا سبيل لك على الرجل قد أسلم ، قال : وما أنت وذاك أتجير عليّ وأنا الأمير؟ قال : نعم ، أجير عليك وأنت الأمير ، إن الرجل قد آمن ، ولو شاء [أن] يذهب
__________________
(١) الأصل وم : يعلم ، والمثبت عن مغازي الواقدي.
(٢) المصدر نفسه ص ٨٨١.
(٣) سقطت من الأصل واستدركت فوق السطر.
(٤) في ابن العديم : السري.
(٥) ابن العديم : أسلم.